التمييز تقر عقوبة متهم بحيازة مواد إباحية بهاتفه

img

المحامي عبدالرحمن غنيم

الأحد ٠٣ يوليو ٢٠٢٢ – 02:00

المحكمة ترد على دفاع المتهم بعدم دستورية التهمة 

أقرت‭ ‬محكمة‭ ‬التمييز‭ ‬حكما‭ ‬قضى‭ ‬بمعاقبة‭ ‬متهم‭ ‬بالحبس‭ ‬لحيازة‭ ‬مواد‭ ‬إباحية‭ ‬على‭ ‬هاتفه‭ ‬ورفضت‭ ‬المحكمة‭ ‬دفاع‭ ‬المتهم‭ ‬بعدم‭ ‬دستورية‭ ‬مادة‭ ‬القانون‭ ‬التي‭ ‬أدين‭ ‬بها‭ ‬لكونها‭ ‬لم‭ ‬تحدد‭ ‬الجرائم‭ ‬التي‭ ‬ارتكبها‭ ‬من‭ ‬حيازة‭ ‬مواد‭ ‬إباحية،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬المحكمة‭ ‬أَشارت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الحرية‭ ‬الشخصية‭ ‬مكفولة‭ ‬وفقا‭ ‬للقانون‭ ‬وكذلك‭ ‬وفقا‭ ‬للضوابط‭ ‬التي‭ ‬يحددها‭ ‬القانون‭ ‬في‭ ‬النصوص‭ ‬التشريعية‭ ‬التي‭ ‬يسنها‭ ‬الشارع‭ ‬إعمالا‭ ‬لنص‭ ‬الدستور،‭ ‬وبالتالي‭ ‬التي‭ ‬نصت‭ ‬عليها‭ ‬القوانين‭ ‬المنظمة‭ ‬لذلك‭.‬

وكان‭ ‬المتهم‭ ‬قد‭ ‬تم‭ ‬ضبطه‭ ‬في‭ ‬جريمة‭ ‬مخدرات،‭ ‬وأثناء‭ ‬إجراءات‭ ‬الضبط‭ ‬والتفتيش‭ ‬عثر‭ ‬على‭ ‬مواد‭ ‬إباحية‭ ‬فأسندت‭ ‬إليه‭ ‬النيابة‭ ‬تهمة‭ ‬حيازة‭ ‬مواد‭ ‬إباحية‭ ‬بداخل‭ ‬جهاز‭ ‬تقنية‭ ‬المعلومات،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬المحامي‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬غنيم‭ ‬طعن‭ ‬على‭ ‬الحكم‭ ‬متمسكا‭ ‬بمخالفة‭ ‬حكم‭ ‬أول‭ ‬درجة‭ ‬وعدم‭ ‬الرد‭ ‬على‭ ‬طلبه‭ ‬بإحالة‭ ‬الدعوى‭ ‬إلى‭ ‬المحكمة‭ ‬الدستورية‭ ‬نظرا‭ ‬إلى‭ ‬طعنه‭ ‬بعدم‭ ‬دستورية‭ ‬نص‭ ‬المادة‭ ‬10‭/‬2‭ ‬فقرة‭ ‬ب‭ ‬من‭ ‬القانون‭ ‬رقم‭ ‬60‭ ‬لسنة‭ ‬2014‭ ‬بشأن‭ ‬جرائم‭ ‬تقنية‭ ‬المعلومات‭ ‬التي‭ ‬أدين‭ ‬بها‭ ‬المتهم‭ ‬وخاصة‭ ‬أنها‭ ‬لم‭ ‬تحدد‭ ‬الأفعال‭ ‬التي‭ ‬تخضع‭ ‬مرتكبها‭ ‬للتأثيم‭ ‬ومن‭ ‬شأنها‭ ‬حيازة‭ ‬المواد‭ ‬الإباحية‭.‬

كما‭ ‬أشار‭ ‬إلى‭ ‬انتفاء‭ ‬القصد‭ ‬الجنائي‭ ‬عن‭ ‬المتهم‭ ‬لأن‭ ‬حيازة‭ ‬المواد‭ ‬الإباحية‭ ‬لديه‭ ‬انحصر‭ ‬فعلها‭ ‬على‭ ‬نفسه‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬تداولها‭ ‬بين‭ ‬العامة‭ ‬وبما‭ ‬يسيء‭ ‬إلى‭ ‬الآداب‭ ‬العامة‭ ‬والأخلاق‭ ‬بما‭ ‬يؤثر‭ ‬على‭ ‬المجتمع‭ ‬المحافظ‭ ‬على‭ ‬عاداته‭ ‬وتقاليده،‭ ‬وأن‭ ‬القصد‭ ‬الجنائي‭ ‬لا‭ ‬يتوافر‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الجريمة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يتعارض‭ ‬مع‭ ‬النص‭ ‬الدستوري‭ ‬بالمادة‭ ‬19‭ ‬فقرة‭ (‬أ‭) ‬من‭ ‬أن‭ ‬الحرية‭ ‬مكفولة‭ ‬للجميع،‭ ‬كما‭ ‬دفع‭ ‬أمام‭ ‬محكمة‭ ‬التمييز‭ ‬بأن‭ ‬الحكم‭ ‬قد‭ ‬خلط‭ ‬بين‭ ‬الحق‭ ‬في‭ ‬الحرية‭ ‬الشخصية‭ ‬وبين‭ ‬ضمانات‭ ‬استحقاقها،‭ ‬مؤكدا‭ ‬في‭ ‬دفاعه‭ ‬أنه‭ ‬طرح‭ ‬بدفعه‭ ‬أمام‭ ‬محكمة‭ ‬التمييز‭ ‬باعتباره‭ ‬مسألة‭ ‬قانونية‭ ‬تدخل‭ ‬في‭ ‬نطاق‭ ‬محكمة‭ ‬التمييز‭.‬

إلا‭ ‬أن‭ ‬المحكمة‭ ‬رفضت‭ ‬الطعن‭ ‬وأقرت‭ ‬الحكم‭ ‬وردت‭ ‬على‭ ‬دفاع‭ ‬المتهم‭ ‬في‭ ‬نقطتين،‭ ‬أولاهما‭ ‬أن‭ ‬قانون‭ ‬إنشاء‭ ‬المحكمة‭ ‬الدستورية‭ ‬نص‭ ‬أنه‭ ‬إذا‭ ‬دفع‭ ‬احد‭ ‬الخصوم‭ ‬اثناء‭ ‬نظر‭ ‬الدعوى‭ ‬بعدم‭ ‬دستورية‭ ‬نص‭ ‬قانوني‭ ‬ورأت‭ ‬المحكمة‭ ‬ان‭ ‬الدفع‭ ‬جدّي‭ ‬أجلت‭ ‬نظر‭ ‬الدعوى‭ ‬وحددت‭ ‬لما‭ ‬أثار‭ ‬الدفع‭ ‬ميعادا‭ ‬لا‭ ‬يتجاوز‭ ‬شهرا‭ ‬لرفع‭ ‬الدعوى‭ ‬بذلك‭ ‬أمام‭ ‬المحكمة‭ ‬الدستورية،‭ ‬واذا‭ ‬لم‭ ‬ترفع‭ ‬الدعوى‭ ‬أمام‭ ‬تلك‭ ‬الفترة‭ ‬اعتبر‭ ‬الدفع‭ ‬كأن‭ ‬لم‭ ‬يكن،‭ ‬مؤكدة‭ ‬أن‭ ‬محكمة‭ ‬الموضوع‭ ‬وحدها‭ ‬المختصة‭ ‬بتقدير‭ ‬جدية‭ ‬الدفع‭ ‬بعدم‭ ‬دستورية‭ ‬والأمر‭ ‬متروك‭ ‬لمطلق‭ ‬تقديرها‭.‬

وأضافت‭ ‬ثانيا‭ ‬ان‭ ‬ما‭ ‬نص‭ ‬عليه‭ ‬الدستور‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬الحرية‭ ‬الشخصية‭ ‬مكفولة‭ ‬وفقا‭ ‬للقانون‭ ‬وكذلك‭ ‬وفقا‭ ‬للضوابط‭ ‬التي‭ ‬يحددها‭ ‬القانون‭ ‬في‭ ‬النصوص‭ ‬التشريعية‭ ‬التي‭ ‬يسنها‭ ‬الشارع‭ ‬إعمالا‭ ‬لنص‭ ‬الدستور،‭ ‬وبالتالي‭ ‬التي‭ ‬نصت‭ ‬عليها‭ ‬القوانين‭ ‬المنظمة‭ ‬لذلك،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬المادة‭ ‬المدفوع‭ ‬بعدم‭ ‬دستوريتها‭ ‬جاءت‭ ‬دقيقة‭ ‬الصياغة‭ ‬وواضحة‭ ‬ومحددة‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬إبهام‭ ‬او‭ ‬غموض،‭ ‬ولم‭ ‬تكن‭ ‬مخالفة‭ ‬لأحكامه‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬رأته‭ ‬محكمة‭ ‬الموضوع‭ ‬وقدرته‭ ‬في‭ ‬حدود‭ ‬سلطاتها‭ ‬التقديرية‭.‬

رابط الخبر